الخميس، 18 أغسطس 2011

على اعتاب المطار.. لست بمسافرٍ !

عوداً حميداً ..



ان تعيش كلاكيت ثاني لنفس اللحظة امر صعب. ودعّت اهلي على اعتاب مطار جون كندي الدولي-نيويورك في تمام الساعة الرابعة والنصف عصراً. تم تحميل العفش كاملاً في العربة.. وكل افراد عائلتي ينظرون الي بأعينٍ تتلامع.. ينتظرون ان اقول "وداعاً".. انا بدوري اخذت الف حول السيارة متصنعاً البحث عن شيءٍ ما للتهرب لا اكثر..  بعد لحظات، وادراكي ان الدوران حول السيارة لن يغير شيئاً.. وقفت امام ام عبدالعزيز وانا ابكي من الداخل. وبالكاد مبتسماً من الخارج. الفرق بين الوداع الاول والوداع الثاني، ان الاول على تراجيدية الموقف الا ان الحماس كان متواجداً. الآن، بعدما ذقت مرارة الغربة، ذقت التعب.. بعيداً عن الاهل.. كانت اللحظة غير سابقتها. احتضنت افراد عائلتي جميعاً، وانا اواسي نفسي قبل ان اواسيهم "لاتشيلوا هم.. كلها شهر وشوي وانا عندكم بالرياض". هزني بتلك اللحظة بكاء فتاتي لمى.. لم احتمل منظرها وهي تحدق بي وتذرف الدموع. في لحظة كدت ان اوقف السيارة واصنع المستحيل لأعود بتلك الرحلة. غلبني الواقع، ونزلت علي السكينة مع ابتسامة امي وقولها "اللهم احفظه". ركبت سيارتي، ما ان اعطوني ظهورهم حتى بدأت بطقوسي. لايوجد كائن على وجه الارض يعلم كم انا ممتن لسير الامور بسلاسة .. حتى قابلت اهلي. الحمدلله اولاً وآخراً. عدت من نيويورك الى شارلوت فوراً، قسّمت الطريق على يومين .. حتى لا اكتب تدوينة عن ملحمةٍ اخرى.

انقضى على طريقي لـ شارلوت 6 ساعات وتبقى 5. توقفت بقرب العاصمة واشنطن.. قرية صغيرة لا اتذكر اسمها المعقّد. تم اختيار فندق هامبتون لقضاء ليلتي.. باب ماجاء في تدليل النفس. تسحّرت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ؛ وارتميت على جبل الوسادات من خلفي.. التي من جانبها لم تبخل بحضن دافئ .. اعتقد اني دخلت في نومٍ عميق قبل ان اغلق عيناي ؛ ولي كامل العذر في ذلك، يوم مرهق من اوله، ذهنياً، جسدياَ .. والاهم معنوياً.

استيقظت على حوار داخل الجناح الذي اقطن فيه، لم اميّز اطرافه، لكنه رجل كبير بالسن وفتاة. الرجل: بسرعة، المدير يقتص الموظفين وانتي تمشين ببطء!!.. الفتاة: حسناً حسناً.. العربة ثقيلة.. مساعدة منك ستكون مفيدة. الرجل: انا بالكاد احمل كرشتي. الفتاة: هفففف. (بعد دقيقتين وانا احاول تفسير الرموز الداخله لعقلي الباطن بسرعة شديدة..لحظة! هل هم في غرفتي حقاً). ازحت الغطاء عن وجهي ببطء.. افتح عيناي التي بالكاد تبصر.. فجأة!! ارى وجهاً كبيراً جداً، مليء بالشعر الابيض والكثير من التجاعيد. صرخت: مَلَك الموت!!!! وإذا به يهرول بعيداً عن فراشي بيدٍ يمسك الكرشه.. والاخرى يتوكأ الجدار. الرجل مخاطباً الفتاة: انه هنا ياحمقاء..اخرجي بسرعة!. الفتاة: اسكت يامزعج، اذا استيقظ بسببنا سنكون في مشكلة.. دف.. طخ.. طراخ!!! (الازعاج المصاحب لعملية خروجهم من الغرفة بهدوء).

خمس دقائق وانا متجمّد في فراشي.. متحجباً بالغطاء!.

بعدما استيقظت تحدثت مع الثنائي المرح الشايب وفتاة التنظيف.. دار بيننا حوار مضحك. نومي لمدة 12 ساعة متواصلة كان له المفعول الاقوى في انلا اشتكي عليهما.

-

ادرت محرّك السيارة، وتوكلت على الله في سباق مع الزمن للوصول الى شارلوت قبل الساعة الرابعة لمشاهدت مباراة برشلونه-ريال مدريد (ذهاب كأس السوبر الاسباني). الجو صحو.. والسماء زرقاء مغرية.


بعد قضاء خمس ساعات اخرى.. وصلت الى شارلوت. تحدثت الى مشعل الذي طلب مني القدوم الى IHOP ؛ اشهر مكان للـ بان كيك. اوقفت السيارة العملاقة بـ 4 ثواني.. (كنت استغرق دقيقتين قبل شهر). مشيت متجهاً الى باب المطعم، خرج مشعل بـ ابتسامته المعهوده واخذته بالاحضان. كان هذا اول فراق لنا منذ بداية مرحلة الابتعاث. فاجأني بكيكة يوم ميلادي اللذيذة جداً.. وهديّة الذّ.

-

صورة..عن 30 يوماً!

Disney Land, Orlando, FL

7moody, Niagara Falls State Park, NY

 قصيمي ق1 .. مع عالم ديزني ض1

Our cabin, Smokey Mountain, TN

Universal Studios, Orlando, FL

Walk Side, Universal Studios

Time Square, NY

The pool-our villa, Orlando, FL

Niagara Falls, NY

 Hummer Limo, Miami, FL

Red Robin Restaurant, unknown place :p

Niagara Falls, NY

Niagara Falls State Park, NY

sh67h!

Lama - Niagara Falls State Park, NY


مجموعة الصور اضفتها لتعطي انطباع عن الرحلة. التدوينة القادمة بإذن الله سأختزل فيها خبرة الـ 7000 مايل التي قطعتها في امريكا. سألخص الرحلة، واضع بعض النصائح لتجنب اخطاء ارتكبتها.

.
.

جميل ان احظى بعائلة بعيداً عن عائلتي، هم من يحافظون على توازني وقت الهزّات.
جميلة هي العودة الى مدونتي.. حبيبتي. والمفرح بالموضوع هي اسئلتكم الغير منقطعة
عن موعد التدوينة الجديدة.. شكراً للجميع.. بحجم السماء.


bed?d



هناك تعليق واحد: